±
كان الشاعر يحب امرأة ومن ثم ذهب لمكان سكناهم ولم يلاقيهم وجلس يناجي نفسه ويبكي من الألم وذهب ليبحث عنهم فلاقى قافلتهم تمر بالطريق فاتت قافله أخرى يعرفونه ويعرفهم وسألوه مالذي يجلسك هنا قال لهم: ارعى الجِمال قالوا هل تعرف أهل الجِمال فقال لهم: لا. ولكني عبد معهم أرعى جِمالهم. فقالوا: كيف ترعى لهم وأنت لا تعرفهم. قال لهم: إن سادتي ويقصد بها محبوبته إنها بالقافلة هذه.
رضاك خير من الدنيا وما فيها
وأنت للنفس أشهى من تمانيها
الله يعلم إن الــــروح قد تلفت
شوقا إليكم ولكني أمنيهــــــــا
ونظرة منك ياسؤلي ويا أملي
أشهى إليٌ من الدنيا وما فيها
إني وقفت بباب الدار أسألهـــــا
عن الحبيب الذي قد كان لي فيها
فما وجدت بها طيفـــــــا يكلمني
سوى نواح حمام في أعاليهـــــا
يا دار أين أحبائي لـقـد رحلــــوا
ويا ترى أي أرض خيموا فيهــــا
قالت : قبيل العشا شدوا رواحلهم
وخلفوني على الأطنـــــاب أبكيها
لحـقتـهم فاستجـابوا لـي فقلت لهم
اني عبيدُ لهذي العيس أحميــــها
قالوا: أتحمي جمالا لست تعرفها
فقلت : أحمي جمالا سادتي فيها
قالوا : ونحن بواد مابــــه عشب
ولا طعاما ولا مــــــــاء فنسقيها
خلوا جمالكم يرعون في كــبــدي
فإن في كبدي تنبت مراعيهـــــــا
لا يعرف الشوق إلا من يكابــــده
ولا الصبابة إلا من يعانيهـــــــــا
لا يسهر الليل إلا من به ألــــــــم
والنار ما تحرق إلا رجل واطيها
-̶ -̶